الشيخ عبد المحمود بن الشيخ الجيلي (الحفيان)
الشيخ عبد المحمود بن الشيخ الجيلي (الحفيان)
ميلاده:
وُلِدَ بمدينة "طابت الشيخ عبد المحمود" بأرض الجزيرة بالسودان وكان مولده في يوم الأربعاء 28 ربيع أول 1337 هـ الموافق الأول من يناير عام 1919 م.
حفظه القرآن:
حفظ القرآن الكريم وهو دون الخامسة عشرة من عمره بقراءة أبي عمرو بن العلاء البصري ـ رواية حفص بن عمر الدُّوري ـ على الشيخ فضل المولى بن خليفة الجموعي المُقْدَابي.
دراسته العلم:
نشأ الشيخ الحفيان في كنف والده إمام الدين العلامة الشيخ عبد القادر الجيلي ابن الشيخ عبد المحمود في رحاب هذا الإمام نشأ الشيخ الحفيان ولزم حلقة درسه التي تخرَّج فيها عدد من العلماء الربانيين، والتي كان يعقدها عصر كلِّ يومٍ، وقد تخرَّج عليه ابنه الشيخ الحفيان في علوم الفقه والحديث واللُّغة، له سلسلة من التراجم بعنوان "أعلام في طريق الحق" "الشيخ عبد القادر الجيلي ـ حياته وآثاره" وما كان يتلقاه الطلاب فيه من الدروس، كما بيَّن الدروس الخاصة التي كان يفرده بها والده.
بين الشهادة الورقية والشهادة الذوقية:
هذا الحوار حول العلم والتربية، والفرق بين الشهادة الورقية والشهادة الذوقية عند العلامة المرشد الشيخ عبد القادر الجيلي بن الشيخ عبد المحمود.
يقول الشيخ الحفيان: [وقد راقني وأنا أدرج في أثواب الصبا ما للعلماء من زي مميز - ولا يلبسه عرفاً إلا من تخرج في كليات الشريعة أو أصول الدين:
ففاتحته: [يعني والده الشيخ عبد القادر الجيلي] برغبتي في تلقي العلم في أحد معاهده الرسمية وكان ذلك في عام 1927م.
فقال: لن تجد في المعاهد علمًا تفقده هنا.
قلت: المعاهد منظَّمة والدراسة فيها نظامية.
قال: لن أجعلك تحس باضطراب في دراستك معي.
قلت: وأنا أخفي الهدف الحقيقي "الشهادة" فالكاكولة: المسيد فيه كثير من التلاميذ والفقراء، وقد تنشغل عني بهم، وقد يشغلوني عنك.
قال: إنهم جزء من منهج تعليمك، فاصبر نفسك معهم، وقد تكتسب بصحبتهم آداباً، ولن يفوتك من العلم شيء يجب أن تتعلمه.
قلت: الدراسة غير النظامية ما فيها شهادة معترف بها.
وهنا نظر إلي نظرة فاحصة ثم قال: يا ولدي ماذا تفيدك ورقة الشهادة؟ تعلَّم العلم لله يكفك ما سواه، وحصول الإنسان على الشهادة لا يدل على أنه عالم، بل قد تكون الشهادة بين أبناء هذا الزمن حجاباً عن العلم الحق، ثم هي مهما علت شهادة ورقية، واني أرجِّي منك الحصول على الشهادة الذوقية في كلية التربية التي تضمها المدرسة النبوية التي يتخرج فيها الإنسان ربانياً، وأنت معي هنا في أحدى كليات التربية النبوية التي تستوعب العلماء وغير العلماء، بل العلماء مدعوون إلى الانتماء إليها، والتخرج فيها بصورة أوكد خصوصاً حملة الشهادات الذين اكتفوا من العلم باسمه، ومن العلماء بزيهم، فدعني يا ولدي من ذكر الشهادة الورقية، ووطَّن نفسك على أن تحصل على شهادة كريمة عالية من الكرام الكاتبين، وهنا علمت أن الشيخ يطلب لي من العلم ما هو أبقى وأجدى، هذا وقد وجدت في كنف شيخ التربية ما عز وجوده من جواهر العلوم ومباهج السلوك.
الكتب التي درسها على والده:
وقد درس عليه من المتون في مجال الفقه الإسلامي:
1/ متن الرسالة. لأبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني.
2/ أقرب المسالك إلى مذهب الإمام مالك للعلامة القطب أحمد بن محمد العدوي الشهير بالدردير.
3/ مختصر خليل وهو للشيخ خليل بن إسحاق المالكي.
4/ متن الرحبية في علم الميراث للشيخ صلاح الدين يوسف بن عبد اللطيف بن الرَّحبي الشافعي الحموي.
ومن شروح مختصر خليل:
5/ الشرح الكبير للعلاَّمة بَهْرام بن عبد الله الدميري المالكي المتوفى.
6/ شرح المواق للشيخ محمد بن يوسف الشهير بالمواق المتوفى.
7/ وحاشية الحطاب الإمام محمد بن عبد الرحمن الأندلسي المالكي.
8/ شرح الزرقاني أبو محمد عبد الباقي بن يوسف الزُّرْقاني المتوفى.
9/ وحاشية الرهوني الإمام العلاّمة الشيخ محمد بن أحمد بن محمد يوسف الرُّهوني - وهي حاشية على شرح الزُّرقاني.
10/ وحاشية الخرشي أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخرشي.
11/ أقرب المسالك مع الشرح الصغير للقطب الدرديري مع حاشية الشيخ الصاوي المسماة: "بلغة السالك لأقرب المسالك إلى مذهب الإمام مالك".
كما قرأ عليه في جماعة من الطلاب في مجلس العلم من شروح الرسالة:
12/ كفاية الطالب الرباني لأبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن محمد بن خلف المنوفي.
13/ والفواكه الدواني.
14/ ومسالك الدلالة في شرح متن الرسالة للعلامة الحافظ أحمد بن محمد بن الصديق الغُماري.
15/ الفيض الرحماني للشيخ أبي الحسن العدوي، وهي على شرح الإمام العلامة الشيخ عبد الباقي الزرقاني على متن العزية.
16/ مدونة الإمام مالك إلى باب البيوع.
17/ شرح المهذب والمتن للعلامة أبي إسحاق إبراهيم الشيرازي الشافعي المتوفى والشرح للعلامة الرباني يحي بن شرف النووي ثم من بعده الإمام المجتهد ذو النظر الشافي العلامة تقي الدين علي بن عبد الكافي المشهور بالسُّبْكِي وشرح منه اليسير بأسلوب حديثي متين فيه الكثير من غرر الفوائد وغرائب الفرائد.
دراسته في كتب السنة:
قرأ على والده أمهات كتب السنة رواية ودراية، وكان والده قد ترك مكتبة ضخمة في علم الحديث تحوي كل ما عرف من مشاهير كتب السنة وشروحها وقد كانت فائدتي من هذه المكتبة جد عظيمة.
18/ كتاب المغني والشرح الكبير لابن قدامه الحنبلي. أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن محمد بن قدامة.
19/ وقطعة من مخطوط الاستذكار لابن عبد البر. أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري، القرطبي، المالكي.
20/ وبداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد الحفيد. أبو الوليد محمد بن أبي القاسم أحمد بن شيخ المالكية العلامة المفتي أبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي المالكي.
21/ والدُّرُ الثَّمِينُ والمَوْرِدُ المَعِينُ للعالمِ العَلاَّمَةِ الشَّـيْخِ مُحَمَّد بنِ أحْمَدْ بنِ مُحَمَّد مَيَّارَة وهو شرح للمرشد المُعين للشيخ أحمد بن عاشر المتوفى وغيرها من مختلف كتب الفقه .
دراسته في علوم اللغة:
وقرأ على والده أمهات كتب اللغة في مجال النحو والصرف والبلاغة قال: وقد ساعدنا على إتقان اللغة العربية والحرص عليها هذه البيئة الشاعرة التي يمتاز أهلها: برهافة الحسِّ، وسلامة التَّلقِّي، ورفعة الذوق.
مجالسته لبعض العلماء:
* التحق بمعهد طابت العلمي الذي أنشأه والده العلاّمة الشيخ عبد القادر الجيلى بن الشيخ عبد المحمود بن الشيخ نور الدائم عام 1355 هـ الموافق 1937 م وقد التحق الأستاذ الحفيان بهذا المعهد عام إنشائه، وكان عمره يومذاك ثمانية عشر عاماً.
* كما جالس العلاّمة الشيخ عبد الله الخبير في زيارته للعلاّمة الشيخ الجيلى وأفاد منه في علم الأصول و العقيدة.
* وجالس العلاّمة العارف بالله الشيخ محمد الحافظ بن سالم التجاني [المصري] عام زيارته لطابت عام 1948 مـ. وقد أجاز الشيخُ محمد الحافظ المؤلِّفَ في مرويَّاته في علمي الفقه والحديث.
* أجازه العلاّمة الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الجامع الأزهر عام 1948م فيما أجازه فيه مشائخه.
الدكتوراه الفخرية:
منحته جامعة النيلين درجة الدكتوراه الفخريَّة في الثقافة الإسلامية، تقديراً لإسهامه المتميِّز في مجال الثقافة الإسلامية.
عمله بالتدريس:
1/ عمل مدرسًا في معهد طابت العلمي [الأوسط] ابتداءً من عام 1949 حتى عام 1965 م وكان يدرِّس: الفقه المقارن وأصول الفقه والحديث.
2/ حلَّ مَحلَّ والده العلاّمة الشيخ عبد القادر الجيلي في حلقة العلم منذ عام 1959مـ. ولم يزل يفيدُ الطلاب فيها حتى عام 1972م قبل وفاته بعامٍ واحد.
3/ وكانت دروسه في الحلقة العلميَّة: الفقه المقارن والحديث والتصوف الإسلامي.
وقد ذكر الشيخ عبد الجبار المبارك الحفياني ـ رحمه الله ـ في كتابه "الأستاذ الشيخ عبد المحمود بن الشيخ نور الدائم، ـ حياته وآثاره": بعض الكتب التي درسها على شيخه الأستاذ الحفيان فقال:
4/ وقد درست على شيخنا الحفيان t شرح سيدي أبي الحسن الشاذلي ومعه حاشية العدوي الصعيدي.
5/ كما درست دراسة تحقيق وتدقيق "مسالك الدلالة" في شرح الرسالة للعلامة الحافظ أحمد بن محمد بن الصديق الغماري.
6/ وقد قرأت متن العزية بشرح الزرقاني مع حاشية الحمزاوي وقد جاءت في مجلدين ضخمين بين يدي شيخي الأستاذ الشيخ عبد المحمود الحفيان رحمه الله تعالى.
7/ وقد أكرمني الله تعالى في توفيق بأن درستُ هذه الحاشية [حاشية الإمام العلامة الرهوني على شرح الإمام العلامة الزرقاني] بين يدي شيخي العارف الأستاذ الشيخ عبد المحمود الحفيان قراءة عليه في عامي 65/66 من القرن العشرين للميلاد، وقد أخبرني t أنه درس هذه الحاشية وغيرها من الشروح والحواشي التي خدم بها الفقهاء مختصر العلامة الشيخ خليل في مجالس خاصة أفردها له والده العلامة الفقيه المتفنِّن الشيخ عبد القادر الجيلي.
خلافة الشيخ عبد المحمود الحفيان:
وقد آلت إليه خلافة مشيخة الطريق السماني بعد وفاة والده عام 1965 م فكان سفين النجاة لبر الأمان، يقود إلى الله ربِّ السَّفين وراثةٌ تجلَّت مظاهرُها في مختلف المجالات، لم يعرف إلا رجُلاً يفيضُ سماحةً وبِشراً وطِيـبةً، مِن غير تصوُّرٍ لعقليَّةٍ جبَّارةٍ وقلمٍ قويِّ الشَّفرةِ وروحٍ عالي يضمُّها هذا الشيخ، الذي ترك لنا من الآثار الكثير الكثير في مختلف مجالات المعرفة من نظم ونثار، مع نَفَسٍ طويلٍ وأسلوبٍ متين.
مؤلَّفاته:
ترك عدداً من المؤلَّفات على تنوُّعٍ في المجال، والمؤلفات المطبوعة منها:
1/ كتاب الوصية.
2/ وديوان النظم البديع في مدح طه الشفيع.
3/ إجالة الفكر فيما يثبت به الصوم والفطر.
4/ الشيخ عبد القادر الجيلي حياته وآثاره: طبع الجزء الأول ونفد.
5/ النَّظم البديع ديوان شعر.
6/ موسوعة نظرات في التصوف الإسلامي: في تسعة مجلدات صدر منها:
* التصوف الإسلامي المصطلح والمفهوم.
* أطوار التصوف الإسلامي.
* البيئة والسماع.
وفاته:
انتَقل الشيخ عبد المحمود الحفيان إلى جوَار رَبِّه في يوِم الجُمُعَةِ 9 شَعْبَان عام 1393 هـ المُوافِق 7 سبتمبر عام 1973 م.
مجالسته لبعض العلماء:
* التحق بمعهد طابت العلمي الذي أنشأه والده العلاّمة الشيخ عبد القادر الجيلى بن الشيخ عبد المحمود بن الشيخ نور الدائم عام 1355 هـ الموافق 1937 م وقد التحق الأستاذ الحفيان بهذا المعهد عام إنشائه، وكان عمره يومذاك ثمانية عشر عاماً.
* كما جالس العلاّمة الشيخ عبد الله الخبير في زيارته للعلاّمة الشيخ الجيلى وأفاد منه في علم الأصول و العقيدة.
* وجالس العلاّمة العارف بالله الشيخ محمد الحافظ بن سالم التجاني [المصري] عام زيارته لطابت عام 1948 مـ. وقد أجاز الشيخُ محمد الحافظ المؤلِّفَ في مرويَّاته في علمي الفقه والحديث.
* أجازه العلاّمة الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الجامع الأزهر عام 1948م فيما أجازه فيه مشائخه.
الدكتوراه الفخرية:
منحته جامعة النيلين درجة الدكتوراه الفخريَّة في الثقافة الإسلامية، تقديراً لإسهامه المتميِّز في مجال الثقافة الإسلامية.
عمله بالتدريس:
1/ عمل مدرسًا في معهد طابت العلمي [الأوسط] ابتداءً من عام 1949 حتى عام 1965 م وكان يدرِّس: الفقه المقارن وأصول الفقه والحديث.
2/ حلَّ مَحلَّ والده العلاّمة الشيخ عبد القادر الجيلي في حلقة العلم منذ عام 1959مـ. ولم يزل يفيدُ الطلاب فيها حتى عام 1972م قبل وفاته بعامٍ واحد.
3/ وكانت دروسه في الحلقة العلميَّة: الفقه المقارن والحديث والتصوف الإسلامي.
وقد ذكر الشيخ عبد الجبار المبارك الحفياني ـ رحمه الله ـ في كتابه "الأستاذ الشيخ عبد المحمود بن الشيخ نور الدائم، ـ حياته وآثاره": بعض الكتب التي درسها على شيخه الأستاذ الحفيان فقال:
4/ وقد درست على شيخنا الحفيان t شرح سيدي أبي الحسن الشاذلي ومعه حاشية العدوي الصعيدي.
5/ كما درست دراسة تحقيق وتدقيق "مسالك الدلالة" في شرح الرسالة للعلامة الحافظ أحمد بن محمد بن الصديق الغماري.
6/ وقد قرأت متن العزية بشرح الزرقاني مع حاشية الحمزاوي وقد جاءت في مجلدين ضخمين بين يدي شيخي الأستاذ الشيخ عبد المحمود الحفيان رحمه الله تعالى.
7/ وقد أكرمني الله تعالى في توفيق بأن درستُ هذه الحاشية [حاشية الإمام العلامة الرهوني على شرح الإمام العلامة الزرقاني] بين يدي شيخي العارف الأستاذ الشيخ عبد المحمود الحفيان قراءة عليه في عامي 65/66 من القرن العشرين للميلاد، وقد أخبرني t أنه درس هذه الحاشية وغيرها من الشروح والحواشي التي خدم بها الفقهاء مختصر العلامة الشيخ خليل في مجالس خاصة أفردها له والده العلامة الفقيه المتفنِّن الشيخ عبد القادر الجيلي.
خلافة الشيخ عبد المحمود الحفيان:
وقد آلت إليه خلافة مشيخة الطريق السماني بعد وفاة والده عام 1965 م فكان سفين النجاة لبر الأمان، يقود إلى الله ربِّ السَّفين وراثةٌ تجلَّت مظاهرُها في مختلف المجالات، لم يعرف إلا رجُلاً يفيضُ سماحةً وبِشراً وطِيـبةً، مِن غير تصوُّرٍ لعقليَّةٍ جبَّارةٍ وقلمٍ قويِّ الشَّفرةِ وروحٍ عالي يضمُّها هذا الشيخ، الذي ترك لنا من الآثار الكثير الكثير في مختلف مجالات المعرفة من نظم ونثار، مع نَفَسٍ طويلٍ وأسلوبٍ متين.
مؤلَّفاته:
ترك عدداً من المؤلَّفات على تنوُّعٍ في المجال، والمؤلفات المطبوعة منها:
1/ كتاب الوصية.
2/ وديوان النظم البديع في مدح طه الشفيع.
3/ إجالة الفكر فيما يثبت به الصوم والفطر.
4/ الشيخ عبد القادر الجيلي حياته وآثاره: طبع الجزء الأول ونفد.
5/ النَّظم البديع ديوان شعر.
6/ موسوعة نظرات في التصوف الإسلامي: في تسعة مجلدات صدر منها:
* التصوف الإسلامي المصطلح والمفهوم.
* أطوار التصوف الإسلامي.
* البيئة والسماع.
وفاته:
انتَقل الشيخ عبد المحمود الحفيان إلى جوَار رَبِّه في يوِم الجُمُعَةِ 9 شَعْبَان عام 1393 هـ المُوافِق 7 سبتمبر عام 1973 م.
تعليقات
إرسال تعليق