شرح أرجوزة التوحيد لسيدي عبدالباقي المكاشفي رضي الله عنه - الجزء 1

شرح أرجوزة التوحيد لسيدي عبدالباقي المكاشفي رضي الله عنه - الجزء 1
الحمدلله تعالى وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطاهرين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد،



حفير الشكينيبة، حفره سيدي الشيخ ومريدوه لحفظ الماء ونفع المسلمين


فقد كان سيدي عبدالباقي المكاشفي رضي الله تعالى عنه وعنا ببركته يعتني أشد الاعتناء ببيان عقائد أهل السنة والجماعة وما كان عليه الصحابة والتابعون وسلف الأمة المحمدية من عقيدة التوحيد التي هي العقيدة المنجية يوم الدين، ولذلك ألف رضي الله عنه أرجوزة سماها أرجوزة التوحيد قال في متنها إنها على وفق "عقد الأشعري" يعني بذلك إمام أهل السنة والجماعة أبا الحسن علي بن إسماعيل الأشعري رضي الله عنه وهو من السلف الصالح من ذرية الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، مع تنبيه أن هؤلاء الذين يدعون السلفية اليوم هم وهابية نجدية يشبهون الله بخلقه لا عبرة بهم ولو كان عندهم المليارات من الأموال، وفي صحيح البخاري "من نجد يطلع قرن الشيطان"، وقصيدة سيدي المكاشفي تردّ عليهم معتقدهم الفاسد في الله تعالى، وهو كان رضي الله عنه يعتني بتعليمها المريدين الذين كانوا يردون عليه لأخذ العهد بالطريقة وأوراد سيدي الباز الأشهب عبدالقادر الجيلاني رضي الله عنه، لأنه يعلم أنه مع فساد الاعتقاد لا تنفع أوراد ولا أذكار، فلذلك كانت تلك الأرجوزة مما اعتنى به مشايخ الطريقة شرحاً وتفهيماً وعلى ذلك السبيل نمضي رجاء شفاعة خير المرسلين سيدي وقرة عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقول راجياً دعاءكم، إنني خدمة لهذا النهج المبارك أقدم مقتطفات من تلك الأرجوزة مع شرح بسيط عساني ألحق بأذيال سيدي المكاشفي وخلفائه الكرام نفعني الله ببركاتهم وعسى أخاً في الله تعالى يذكرني بدعوة صالحة رحم الله من دعا لي بخير،

قال سيدي المكاشفي رضي الله عنه في افتتاحه أرجوزة التوحيد:
تَعَالَى الرَّبُّ عَنْ جَهَاتِ
وَبُعْدٍ وَقُــرْبٍ لَا لُه مَكَان
المعنى: لما كان تنزيه الله عن مشابهة المخلوقات هو من أساس شهادة التوحيد لا إله إلا الله، بدأ سيدنا الشيخ رضي الله عنه ببيان أن الله تعالى منزه عن الجهات والأمكنة لأنه تعالى هو الذي خلقها وهو لا يحتاج إليها، والدليل من القرآن على تنزيه الله عن المكان قوله تعالى "هو الأول" (سورة الحديد) أي أن الله وحده لا بداية له، وكل ما سوى الله تعالى فله بداية لأنه مخلوق لله وحده، ومن تلك المخلوقات المكان الذي هو الجزء من الفراغ يملأه الإنسان أو الحيوان أو الجبل، أما الله تعالى فيتنزه عن أن يكون متحيزاً في جهة من الجهات الست، فلا هو بعيد بالمكان ولا قريب بالمكان، ولكن كما نطق القرآن: إنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (سورة الأعراف)، وأما الله فهو منزه عن القرب المادي والحسي لأنه تعالى منزه عن أن يشار إليه بالحسّ القاصر عن إدراك بعض مخلوقات الله تعالى كالروح، فهو أكثر قصوراً عن إدراك الخالق جل وعلا لأنه تعالى لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء.
وفهم من كلام الشيخ رضي الله عنه أن نسبة المكان إلى الله أمر يخالف التوحيد كما سيأتي بيانه في ما بعد من أبيات الأرجوزة إن شاء الله تعالى، دعاك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الخليفه الشيخ الفاتح

اوراد واذكار الطريقه القادريه المكاشفيه

للشيخ المكاشفي كرامات ومكرمات يضيق بها كل مكان