النصائح التسع في السلوك و الإرشاد
النصائح التسع في السلوك و الإرشاد

جاءت تدل على صدق المنهج الصوفي الذي غايته الوصول إلى معرفة الله ، وعين حقيقته إدراك رضاء الله تعالى ، وهي نصائح خرجت من روح طاهرة وقلب صادق خالص لله تعالى تدعو إلى تهذيب السلوك وتزكية النفوس وتدل على سبيل الرشاد وهي بحمد الله كفيلة بأن تلحق الآخذ بها إلى ركب السادة الأصفياء الأتقياء الصالحين أهل الذوق الرفيع والمقام العالي والأدب و الخلق التام.
النصيحةالأولى
بسم الله الرحمنالرحيم
الحمد لله ذي الطول الصميم،والصلاة والسلام على سيدنامحمد، وعلى آله وأصحابه ذوي القدر الشميم، وبعد:
فمن المتصل بأعذاره،إلى عالم جهره وأسراره، عبد الباقي عمر أحمد المكاشفي،وإلى كافة عباد الله المؤمنين، الذين يقبلون النصيحة،وخصوصاً من أنتسب إلى طريق القوم،الذين هم خالون عناللوم، من مريدين ومقاديم و مشايخ: أيها الأخوة إننيلست بأفضل منكم، بل غبار حذائكم، ولا أزكى نفسي، ولكنينبغي لمدير الكأس، أن ينهي الجلاس، عن التكالب علىالدنيا، لأنها ليست من شئون الطائفة الجنيدية، التي هيصفة من كنه الأخيار، تدثرت حلل الأنوار، وصحت معاملتهامع مولاها، وكشف لها واقع الأنوار وأراها، وصارت مقبلةعليه، ونبذوا الدنيا وراء ظهورهم، وعملوا لتوسيعقبورهم بالعمل الخالص، فكيف بنا نحن وقد صار تعبنا إلىبطوننا، والقلوب اشرأب عليها سحائب الران، ومع ذلكتعلمون علماً محيطاً أن الدنيا كالسراب يحسبه الظمآنماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً، وأنها لم تزن عندالله جناح بعوضة، وقد ذمها الله تعالى: {ما الحياةالدنيا إلا لعب ولهو}، ومع ذلك ضمن لنا الرزق، ولميضمن لنا الجنة، قال تعالي: {فورب السماء والأرض إنهلحق مثل ما أنكم تنطقون}. وقد علم لديكم أن الإنسانإذا ركب الريح، لركب الرزق البرق ولحقه، وقد قسمه اللهعلى ثلاثة أقسام: قسم لأعدائه يتمتعون به، وقسمللمتقين يتزينون به، وقسم للمؤمنين يتزودون به، فمالكم إلا الزاد، فهيا بنا إلى عمل الآخرة، فأن الدنياعن قريب تمس بنا سافره، فما لي أراكم معرضين عن دارالكرامة، ومقبلين على دار المصائب والندامة، {كلا سوفتعلمون ثم كلا سوف تعلمون} هيهات بين دار المتقين معدار الظالمين، فينبغي لنا أن نجعل همنا في الله، عسىولعلأن يكفينا سائر الهموم، وأن نجعل القناعة شعارناودثارنا، لأن من تمسك بها سما إلى ذروة المجد، قالتعالى مادحا القناعة: {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثىوهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} وقد أجمع المفسرون علىأنها القناعة، وفي التوراة: القانع غني ولو كانجائعاً، فما دام أنتم منتسبين إلى هذا المقام، فلاتدنسوا دينكم بنيران الحطام، وإياكم والتواضع لأبناءالدنيا وقد ورد أن من تواضع لغني، ذهب ثلثا دينه،وأنهاكم عن الكذب والغيبة والنميمة وشهادة الزور وقذفالمحصنات والنظر إلى المحارم، فإن من ملأ عينه من محرمملأها الله من حميم جهنم، والعياذة بالله،وأحذركم من اللغو والجدال والاشمئزاز والكبر والبطروالخلابة والبخل وكل ما ينهى الشرع عنه، وأحثكم على تقوى اللهوالشفقة على خلقه وخفض الجناح ولين الجانب وتوقيرالكبير وابتداء السلام والتوسط في كل أمر والرضا بماأراد الله والوقوف عن كل ما نهى عنه خصوصا مخالطةالنساء، وعليكم بالتأثير فإن القوم كان دأبهم التأثير،وعليكم بالجار ولو ذمي فتحملوا أذيته، وإياكم والوقوفعلى أبواب السلاطين والتطلب منهم، ولا تشكوا أمر لغيرالله قط، فإن الله يوكل العبد إلى نفسه، ما دام يشكىلغيره، وحسنوا ظنكم في الله، وعليكم بالنوافل من صلاةالليل، والاستغفار ولو ألفا، وقد ورد: من أستغفر سبعينمرة كتب من المستغفرين بالأسحار، والصلاة الأنسيةوالتهليل، ليكن دأبكم الحديث: من كان أخر كلامه منالدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة. يتبع
والدكم: عبد الباقي عمر أحمدالمكاشفي

جاءت تدل على صدق المنهج الصوفي الذي غايته الوصول إلى معرفة الله ، وعين حقيقته إدراك رضاء الله تعالى ، وهي نصائح خرجت من روح طاهرة وقلب صادق خالص لله تعالى تدعو إلى تهذيب السلوك وتزكية النفوس وتدل على سبيل الرشاد وهي بحمد الله كفيلة بأن تلحق الآخذ بها إلى ركب السادة الأصفياء الأتقياء الصالحين أهل الذوق الرفيع والمقام العالي والأدب و الخلق التام.
النصيحةالأولى
بسم الله الرحمنالرحيم
الحمد لله ذي الطول الصميم،والصلاة والسلام على سيدنامحمد، وعلى آله وأصحابه ذوي القدر الشميم، وبعد:
فمن المتصل بأعذاره،إلى عالم جهره وأسراره، عبد الباقي عمر أحمد المكاشفي،وإلى كافة عباد الله المؤمنين، الذين يقبلون النصيحة،وخصوصاً من أنتسب إلى طريق القوم،الذين هم خالون عناللوم، من مريدين ومقاديم و مشايخ: أيها الأخوة إننيلست بأفضل منكم، بل غبار حذائكم، ولا أزكى نفسي، ولكنينبغي لمدير الكأس، أن ينهي الجلاس، عن التكالب علىالدنيا، لأنها ليست من شئون الطائفة الجنيدية، التي هيصفة من كنه الأخيار، تدثرت حلل الأنوار، وصحت معاملتهامع مولاها، وكشف لها واقع الأنوار وأراها، وصارت مقبلةعليه، ونبذوا الدنيا وراء ظهورهم، وعملوا لتوسيعقبورهم بالعمل الخالص، فكيف بنا نحن وقد صار تعبنا إلىبطوننا، والقلوب اشرأب عليها سحائب الران، ومع ذلكتعلمون علماً محيطاً أن الدنيا كالسراب يحسبه الظمآنماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً، وأنها لم تزن عندالله جناح بعوضة، وقد ذمها الله تعالى: {ما الحياةالدنيا إلا لعب ولهو}، ومع ذلك ضمن لنا الرزق، ولميضمن لنا الجنة، قال تعالي: {فورب السماء والأرض إنهلحق مثل ما أنكم تنطقون}. وقد علم لديكم أن الإنسانإذا ركب الريح، لركب الرزق البرق ولحقه، وقد قسمه اللهعلى ثلاثة أقسام: قسم لأعدائه يتمتعون به، وقسمللمتقين يتزينون به، وقسم للمؤمنين يتزودون به، فمالكم إلا الزاد، فهيا بنا إلى عمل الآخرة، فأن الدنياعن قريب تمس بنا سافره، فما لي أراكم معرضين عن دارالكرامة، ومقبلين على دار المصائب والندامة، {كلا سوفتعلمون ثم كلا سوف تعلمون} هيهات بين دار المتقين معدار الظالمين، فينبغي لنا أن نجعل همنا في الله، عسىولعلأن يكفينا سائر الهموم، وأن نجعل القناعة شعارناودثارنا، لأن من تمسك بها سما إلى ذروة المجد، قالتعالى مادحا القناعة: {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثىوهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} وقد أجمع المفسرون علىأنها القناعة، وفي التوراة: القانع غني ولو كانجائعاً، فما دام أنتم منتسبين إلى هذا المقام، فلاتدنسوا دينكم بنيران الحطام، وإياكم والتواضع لأبناءالدنيا وقد ورد أن من تواضع لغني، ذهب ثلثا دينه،وأنهاكم عن الكذب والغيبة والنميمة وشهادة الزور وقذفالمحصنات والنظر إلى المحارم، فإن من ملأ عينه من محرمملأها الله من حميم جهنم، والعياذة بالله،وأحذركم من اللغو والجدال والاشمئزاز والكبر والبطروالخلابة والبخل وكل ما ينهى الشرع عنه، وأحثكم على تقوى اللهوالشفقة على خلقه وخفض الجناح ولين الجانب وتوقيرالكبير وابتداء السلام والتوسط في كل أمر والرضا بماأراد الله والوقوف عن كل ما نهى عنه خصوصا مخالطةالنساء، وعليكم بالتأثير فإن القوم كان دأبهم التأثير،وعليكم بالجار ولو ذمي فتحملوا أذيته، وإياكم والوقوفعلى أبواب السلاطين والتطلب منهم، ولا تشكوا أمر لغيرالله قط، فإن الله يوكل العبد إلى نفسه، ما دام يشكىلغيره، وحسنوا ظنكم في الله، وعليكم بالنوافل من صلاةالليل، والاستغفار ولو ألفا، وقد ورد: من أستغفر سبعينمرة كتب من المستغفرين بالأسحار، والصلاة الأنسيةوالتهليل، ليكن دأبكم الحديث: من كان أخر كلامه منالدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة. يتبع
والدكم: عبد الباقي عمر أحمدالمكاشفي
تعليقات
إرسال تعليق