كرامات الشيخ عبد الباقي المُكاشَفِي في السودان نقلا عن الشيخ نبيل الشريف حفظه الله


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيد المرسلين وإمام المتقين نبينا محمد
وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين وءاله الطيبين

كرامات الشيخ عبد الباقي المُكاشَفِي في السودان
نقلا عن الشيخ نبيل الشريف حفظه الله

أخْبَرَنا الشَّيْخ نَبيل الشَّريف حفظه الله فَقال: قَبْلَ أنْ يُرْسِل شَيْخُنا رَحِمَهُ الله الدَّكْتور كَمال إلى السُّودان كَانَ قَد قَرَّرَ أنْ يُرْسِلَ غَيْرَهُ، ثُمَّ مَرَّةً اسْتَيْقَظ وقالَ لِزَوْجِهِ الحَاج كَمال هُوَ يَذْهَبُ إلى السّودان، وذَلِكَ لِزِيارَة الشَّيْخ عَبْدُ الباقي المُكاشَفي الذي أخَذَ شَيْخُنا الطَّريقَة القادِرِيَّة عَن طَريق بَعْض خُلَفائِه، والشَّيْخ المُكاشَفي كانَ قُطْباً كَبيراً مِنَ الأوْلِياء. فاسْتَدْعى الشَّيْخ عَبْد الله الشَّيْخ كَمال وأبْلَغَهُ أنْ يَذْهَب إلى السّودان. قبْلَ أن يَذْهَب الشَّيْخ كَمال إلى السّودان كانَ قَد اتَّفَقَ مَع شَخْص أنْ يَذْهَبا سَوِيّاً إلى بَلَد الشَّيْخ المُكاشَفي والمُسَمَّاة شيكانيبا. الشَّيْخ كَمال كانَ يَرْغَب أنْ يَذْهَب إلى بَلَد الشّيْخ المُكاشَفي مَع شَخْص اسمُهُ الحاج عُمُر بَيْنَهُ وبَيْنَ الشَّيْخ عَبْد الله قَرابَة ومِن بِلاد الشَّيْخ يَسْكُن في السَودان مِنذُ عَشْر سنين ويَعْمَل في التِّجارَة، لَكن الحاج عُمَر اعْتَذَرَ لأنَّهُ مَشْغول.
فَقَرَّر الحاج كَمال أنْ يَذْهَب مَع شَخْص آخَر مِنَ السُّودان كانَ مَع حِزْب الإخْوان كي يَدُلَّهُ على البَلَد، لَكِن تَنّكَّدَ قَلْبُهُ لِعَدَم رَغْبَتِهِ في مُرافَقَتِهِ لهذا الشَّخْص وخاصَّة أنَّ بَلْدَة الشَّيْخ المُكاشَفي تَبْعُد 250 كلم عَن المَدينَة وهُوَ ذاهِب للطَّاعَة ولتنفيذ طَلَبات الشَّيْخ، فَيَوْمَ الذَهاب اسْتَيْقَظَ وصَلّى الصُّبْح وقالَ الدُّعاء وإذ بالحاج عُمَر يَتَّصِل بِهِ ويَقول لَهُ أريد أنْ أذْهَب مَعَك فَحَضَرَ وانْطَلَقْنا إلى بَلَد الشَّيْخ المُكاشَفي.
قالَ الشَّيْخ كَمال أوَّل ما وَصَلْنا إلى بَلَد الشَّيْخ عَبْد الباقِي المُكاشَفي ذَهَبْنا إلى إمْرأة اسْمُها فَضايْلو وهَذِهِ المَرْأة ضَريرة وكانَ الشَّيْخ المُكاشَفي يُصِر أنْ تُحْضِر لَهُ الطَّعام رَغْمَ أنَّ عِنْدَهُ الكَثير مِنَ المُريدين، يُقال أنَّ لَهُ مَلْيون مُريد ومُريدَة، وكانوا يَقولونَ لَهُ فُلان أوْ فُلانَة يَخْدِمونَك لَكِن هُوَ يُصِر على أنْ تَجْلِب هِيَ الطَعام لَهُ، ولا بُدَّ مِنَ الإشارَة أنَّ طَعامَهُ هُوَ طَعام الزُّهّاد، ذاتَ يَوْم الشَّيْخ المُكاشَفي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ونَفَعَنا بِهِ قَرَأ لَها ووَضَعَ لَها سُبْحَة كَبيرَة وقالَ لَها "يا فَضايْلو أنْتِ تَصيرينَ كالبَصيرَة. وأخْبَرَ بَعْض النّاس الشَّيْخ كَمال أنّها لَمّا كانَت تَدْخُل المَطْبَخ لتَتَناوَل الأواني لتَخْدُم الشَّيْخ المُكاشَفي مَن يَراها يَظُنُّ أنَّها لَيْسَت ضَريرَة تَتَصَرَّف وكأنَّها بَصيرَة، وذاكَ بِسَبَب سِرِّ الشَّيْخ المُكاشَفي. فَلَمّا ذَهَبوا إلَيْها الشَّيخ كَمال والحاج عُمَر يُرافِقُهُم أحَد أقْرِباء الشَّيْخ المُكاشَفي فَلَمَا طَرَقَ الباب قالَت لَهُ "ادخُل" فقالَ لَها "ما أدْراكِ مَن أنا" فَقالَت لَهُ شَمَمْتُ رائِحَة الشَّيْخ فَقُلْت يَزورَني ابْنَهُ أو ابنَ إبْنه وهذا على مَسْمَع الحاج كَمال والحاج عُمَر. قالَ الشَّيْخ كَمال دَخَلْنا فإذا بِها غُرْفَة مُتَواضِعَة جِداً وصَغيرَة جِداً لا يوحَد بِها إلّا بساط وسَرير خَشَب عَلَيْهِ حَبْل بَدَل الفِراش تَنامُ عَلَيْه ولا أثاث آخَر في الغُرْفَة. فَقالَ لَها ذاكَ الشَّخْص أنْتِ عَرَفْتِني ولَكِن مِن مَعي؟ فقالَت لَهُ مَعَك رَجُل مِن أشْراف بَيْروت ورَجُل مِنَ الحَبَشَة. فَقالَ لَها كَيْفَ عَرَفْتِ؟ فَقالَت لَهُ اليَوم رأيْتُ شَّيْخنا المُكاشَفي في المَنام وقالَ لي يأتيكِ رَجُلٌ مِن أشْراف بَيْروت ورَجُل مِنَ الحَبَشَة مِن عِنْد وَلَدي عَبْدِ الله. عِنْدَما أخْبَرَ الشَّيْخ كَمال هذا الكَلام للشَّيْخ عبْد الله رَحَمَهُ الله بَكى بُكاءً شَديداً مِن شِدَّة التّأثُّر. وأخَذَت تَتَكَلَّم مَعَهُم، وأثْناء الكَلام عَبَقَت رائِحَة المِسْك، فَقالَ الحاج عُمَر للحاج كَمال هَل تَشُم هَذِهِ الرَّائِحَة فقالَ الحاج كَمال نَعَم، وتِساءلوا عَن مَصْدَر هَذِهِ الرَّائِحَة الزَّكِيَّة. فَقامَ الحاج عُمُر وشَمَّ البِساط فَلَم يَجِد لَهُ تِلْكَ الرَّائِحَة وَمِن ثَمَّ اقْتَرَبَ مِن رُكْبَتِها وشَمَّ فَلَم يَجْد أثَر لِتِلْكَ الرَّائِحَة ومِن ثَمَّ شَمَّ رأسها فَلِم يَشِّم تِلْكَ الرَّائِحَة. فَقالَ لَهُ الحاج كَمال الظَّاهِر أنَّ هذا الكَلام يَخْرُجُ مِن فَمِها، قالَ الحاجْ كَمال فاقْتَرَبْتُ فإذا بِرائِحَة المِسْك تَصْدُر مِن فَمِها أثْناءَ الكَلام.
كما أنَّهُ كانَ يوجَد عِنْدها عَصا خَشَبِيَّة أعْطاها إيَّاها الشَّيْخ المُكاشّفي. كانَ يوجَد مَرَّة شَخْصٌ مَريض مَرَض لَم يُعْرَف لَهُ عِلاج فأرْسَل لَهُ الشَّيْخ المُكاشَفي العَصا وقالَ لَهُ تَضَع العَصا بالماء وتَغْتَسِل فَتَتَعافى بإذْنِ الله، فَعَمِل ذاكَ الشَّخْص ما قيلَ لَه وتَعافى. قالَ الشَّيْخ كَمال لَمّا رأيْت العَصا فَكَرْت في نَفْسي وقُلْتُ في نَفْسي يا لَيْتها تُعْطيني العَصا وأنا مَعي ستمائة دولار بِجَيْبي وهذا كُل ما بَقِيَ مَعي أعْطيها إيَّاهُم رُبَّما تُعْطيني العَصا، فَنَظَرَت لَهُ وقالَت لَهُ "لَو أعْطَيْتَني مال الدُّنْيا لا أعْطيكَ هَذِهِ العَصا"، هَوَ ما قالَ لَها شَيْء مِمّا فَكَرَ فِيه أو قالَهُ في نَفْسِهِ لَكِن كُشِفَ لَها.
ثَمَّ قاَلَ لَهُ ذاكَ الشَّخْص نذَهَب لِزِيارَة إبْنَة الشَّيْخ المُكاشَفي واسْمُها عائِشَة وهِيَ كانَت لا تَزال على قَيْد الحَياة، لكَن هِيَ مَعْروف عَنْها أنّها لا تَسْتَقْبِل أحَداً، فَقالَ الشَيْخ كَمال نَذْهَب ونُجَرِّب ونَتَوكَّل على الله، قال فَذَهَبْنا فَلَمّا وَصَلْنا طَرَقْنا الباب فسألَت مِن فقالَ لَها فُلان فَفَتَحَت الباب وقالَت "أهْلاً وسَهْلاً تَفَضَّلوا" فَقالَ لَها كَيْفَ اسْتَقْبَلْتنا وهُوَ مَسْرور، فقالَت لَهُ اليَوم رأيْتُ شَّيْخنا المُكاشَفي في المَنام وقالَ لي يأتيكِ رَجُلٌ مِن أشْراف بَيْروت ورَجُل مِنَ الحَبَشَة مِن عِنْد وَلَدي عَبْدِ الله، نَفْس الكَلام الذي قالَتَهُ فَضايْلو وكُلٌّ مِنْهُم يَسْكُن في مَنْطِقَة مُخْتَلِفَة. وهذا حَصَل لَهُما إكْراماً للشَّيْخ الذي أرْسَلَهُ الشَّيْخ عَبْدُ الله رَحَمَهُ الله.
كَما أنَّ الشَّيْخ كَمال حَصَلَ مَعَهُ شْيء غَريب حَدَّثَني بِهِ، ذَهَبَ إلى بَيْت الشَّيْخ المُكاشَفي ووصَفَهُ فَهُوَ عِبارَة عَن غُرْفَة صَغيرَة وغَرفَة ثانِيَة أيْضاً صَغيرَة وباحَة فيها شَجَرَة، وقيلَ لَهُ أنَّ هَذِهِ الشَّجَرَة كانَت الطَّيور تَأتي تَغُطُّ عَلَيْها وتُكَلِّمُ الشَّيْخ، قالَ الشَّيْخ عَبْدُ الله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اللهُ تَعالى أعْطى الشَّيْخ المُكاشَفي مَنْطِقَ الطَّيْر وَمْنطِقَ الوُحوش كَانَ يُكَلِّمَ الطَّيْر وتُكَلِّمُهُ الوُحوش والسِّباع. كَما يوجَد في البَيْت حُفْرَة حَفَرَها الشَّيْخ المُكاشَفي بِيَدِه اسْمُها الحَفير لَها سِرّ.
كما أنَّهُ ذَهَبَ لِزِيارَة القَبْر هُوَ والشَّيْخ جَميل حَليم، وقَبْرُهُ شَيْء مُتَواضِع الأرض عَلَيْها بَلاط ويوجَد بُقْعَة مِن تُراب عَلى طَرَف القَبْر، فَوَقفَا على التُّراب عِنْدَ القَبْر وبَيْنَما هُم يَقْرءانِ ويَدْعوان فإذا بِهِم يَجِدونَ أنَّ القَبْرَ أصْبَحَ بِمُسْتَوي نَظَرِهِما، فَظَنَّنا أنَّنا نَتَوهُم أو أنَّنا نَزَلنا إلى حُفْرَة ولَسْنا نَقِف على التُّراب، فنَظَرا لِبَعْض وقال أترى ما يَحْدُث، لَكِن نَظَروا حَوْلَهُم وتَيَقَّنا مِن ما يَحْدُث، وبَعْدَ أنِ إنْطلَقا عادَ كَل شَيْء كما كان.

تعليقات

  1. كرامات الشيخ عبد الباقي المُكاشَفِي في السودان نقلا عن الشيخ نبيل الشريف حفظه الله

    إحمل الملف عن طريق الكوبي وضعه على الورد وحول الصفحة للأبيض والخط للأسود لقراءة الملف
    هذا الذي بلغني عن الشيخ المكاشفي رحمه الله تعالى
    مريد الشيخ المكاشفي بطريق الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله تعالى
    المحامي خالد الزعني بيروت لبنان

    ردحذف
  2. كرامات الشيخ عبد الباقي المُكاشَفِي في السودان نقلا عن الشيخ نبيل الشريف حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيد المرسلين وإمام المتقين نبينا محمد
    وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين وءاله الطيبين

    كرامات الشيخ عبد الباقي المُكاشَفِي في السودان
    نقلا عن الشيخ نبيل الشريف حفظه الله

    أخْبَرَنا الشَّيْخ نَبيل الشَّريف حفظه الله فَقال: قَبْلَ أنْ يُرْسِل شَيْخُنا رَحِمَهُ الله الدَّكْتور كَمال إلى السُّودان كَانَ قَد قَرَّرَ أنْ يُرْسِلَ غَيْرَهُ، ثُمَّ مَرَّةً اسْتَيْقَظ وقالَ لِزَوْجِهِ الحَاج كَمال هُوَ يَذْهَبُ إلى السّودان، وذَلِكَ لِزِيارَة الشَّيْخ عَبْدُ الباقي المُكاشَفي الذي أخَذَ شَيْخُنا الطَّريقَة القادِرِيَّة عَن طَريق بَعْض خُلَفائِه، والشَّيْخ المُكاشَفي كانَ قُطْباً كَبيراً مِنَ الأوْلِياء. فاسْتَدْعى الشَّيْخ عَبْد الله الشَّيْخ كَمال وأبْلَغَهُ أنْ يَذْهَب إلى السّودان. قبْلَ أن يَذْهَب الشَّيْخ كَمال إلى السّودان كانَ قَد اتَّفَقَ مَع شَخْص أنْ يَذْهَبا سَوِيّاً إلى بَلَد الشَّيْخ المُكاشَفي والمُسَمَّاة شيكانيبا. الشَّيْخ كَمال كانَ يَرْغَب أنْ يَذْهَب إلى بَلَد الشّيْخ المُكاشَفي مَع شَخْص اسمُهُ الحاج عُمُر بَيْنَهُ وبَيْنَ الشَّيْخ عَبْد الله قَرابَة ومِن بِلاد الشَّيْخ يَسْكُن في السَودان مِنذُ عَشْر سنين ويَعْمَل في التِّجارَة، لَكن الحاج عُمَر اعْتَذَرَ لأنَّهُ مَشْغول.
    يتبع

    ردحذف
  3. تابع
    كرامات الشيخ عبد الباقي المُكاشَفِي في السودان نقلا عن الشيخ نبيل الشريف حفظه الله
    فَقَرَّر الحاج كَمال أنْ يَذْهَب مَع شَخْص آخَر مِنَ السُّودان كانَ مَع حِزْب الإخْوان كي يَدُلَّهُ على البَلَد، لَكِن تَنّكَّدَ قَلْبُهُ لِعَدَم رَغْبَتِهِ في مُرافَقَتِهِ لهذا الشَّخْص وخاصَّة أنَّ بَلْدَة الشَّيْخ المُكاشَفي تَبْعُد 250 كلم عَن المَدينَة وهُوَ ذاهِب للطَّاعَة ولتنفيذ طَلَبات الشَّيْخ، فَيَوْمَ الذَهاب اسْتَيْقَظَ وصَلّى الصُّبْح وقالَ الدُّعاء وإذ بالحاج عُمَر يَتَّصِل بِهِ ويَقول لَهُ أريد أنْ أذْهَب مَعَك فَحَضَرَ وانْطَلَقْنا إلى بَلَد الشَّيْخ المُكاشَفي.
    قالَ الشَّيْخ كَمال أوَّل ما وَصَلْنا إلى بَلَد الشَّيْخ عَبْد الباقِي المُكاشَفي ذَهَبْنا إلى إمْرأة اسْمُها فَضايْلو وهَذِهِ المَرْأة ضَريرة وكانَ الشَّيْخ المُكاشَفي يُصِر أنْ تُحْضِر لَهُ الطَّعام رَغْمَ أنَّ عِنْدَهُ الكَثير مِنَ المُريدين، يُقال أنَّ لَهُ مَلْيون مُريد ومُريدَة، وكانوا يَقولونَ لَهُ فُلان أوْ فُلانَة يَخْدِمونَك لَكِن هُوَ يُصِر على أنْ تَجْلِب هِيَ الطَعام لَهُ، ولا بُدَّ مِنَ الإشارَة أنَّ طَعامَهُ هُوَ طَعام الزُّهّاد، ذاتَ يَوْم الشَّيْخ المُكاشَفي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ونَفَعَنا بِهِ قَرَأ لَها ووَضَعَ لَها سُبْحَة كَبيرَة وقالَ لَها "يا فَضايْلو أنْتِ تَصيرينَ كالبَصيرَة. وأخْبَرَ بَعْض النّاس الشَّيْخ كَمال أنّها لَمّا كانَت تَدْخُل المَطْبَخ لتَتَناوَل الأواني لتَخْدُم الشَّيْخ المُكاشَفي مَن يَراها يَظُنُّ أنَّها لَيْسَت ضَريرَة تَتَصَرَّف وكأنَّها بَصيرَة، وذاكَ بِسَبَب سِرِّ الشَّيْخ المُكاشَفي. فَلَمّا ذَهَبوا إلَيْها الشَّيخ كَمال والحاج عُمَر يُرافِقُهُم أحَد أقْرِباء الشَّيْخ المُكاشَفي فَلَمَا طَرَقَ الباب قالَت لَهُ "ادخُل" فقالَ لَها "ما أدْراكِ مَن أنا" فَقالَت لَهُ شَمَمْتُ رائِحَة الشَّيْخ فَقُلْت يَزورَني ابْنَهُ أو ابنَ إبْنه وهذا على مَسْمَع الحاج كَمال والحاج عُمَر.

    ردحذف
  4. تابع
    قالَ الشَّيْخ كَمال دَخَلْنا فإذا بِها غُرْفَة مُتَواضِعَة جِداً وصَغيرَة جِداً لا يوحَد بِها إلّا بساط وسَرير خَشَب عَلَيْهِ حَبْل بَدَل الفِراش تَنامُ عَلَيْه ولا أثاث آخَر في الغُرْفَة. فَقالَ لَها ذاكَ الشَّخْص أنْتِ عَرَفْتِني ولَكِن مِن مَعي؟ فقالَت لَهُ مَعَك رَجُل مِن أشْراف بَيْروت ورَجُل مِنَ الحَبَشَة. فَقالَ لَها كَيْفَ عَرَفْتِ؟ فَقالَت لَهُ اليَوم رأيْتُ شَّيْخنا المُكاشَفي في المَنام وقالَ لي يأتيكِ رَجُلٌ مِن أشْراف بَيْروت ورَجُل مِنَ الحَبَشَة مِن عِنْد وَلَدي عَبْدِ الله. عِنْدَما أخْبَرَ الشَّيْخ كَمال هذا الكَلام للشَّيْخ عبْد الله رَحَمَهُ الله بَكى بُكاءً شَديداً مِن شِدَّة التّأثُّر. وأخَذَت تَتَكَلَّم مَعَهُم، وأثْناء الكَلام عَبَقَت رائِحَة المِسْك، فَقالَ الحاج عُمَر للحاج كَمال هَل تَشُم هَذِهِ الرَّائِحَة فقالَ الحاج كَمال نَعَم، وتِساءلوا عَن مَصْدَر هَذِهِ الرَّائِحَة الزَّكِيَّة. فَقامَ الحاج عُمُر وشَمَّ البِساط فَلَم يَجِد لَهُ تِلْكَ الرَّائِحَة وَمِن ثَمَّ اقْتَرَبَ مِن رُكْبَتِها وشَمَّ فَلَم يَجْد أثَر لِتِلْكَ الرَّائِحَة ومِن ثَمَّ شَمَّ رأسها فَلِم يَشِّم تِلْكَ الرَّائِحَة. فَقالَ لَهُ الحاج كَمال الظَّاهِر أنَّ هذا الكَلام يَخْرُجُ مِن فَمِها، قالَ الحاجْ كَمال فاقْتَرَبْتُ فإذا بِرائِحَة المِسْك تَصْدُر مِن فَمِها أثْناءَ الكَلام.
    كما أنَّهُ كانَ يوجَد عِنْدها عَصا خَشَبِيَّة أعْطاها إيَّاها الشَّيْخ المُكاشّفي. كانَ يوجَد مَرَّة شَخْصٌ مَريض مَرَض لَم يُعْرَف لَهُ عِلاج فأرْسَل لَهُ الشَّيْخ المُكاشَفي العَصا وقالَ لَهُ تَضَع العَصا بالماء وتَغْتَسِل فَتَتَعافى بإذْنِ الله، فَعَمِل ذاكَ الشَّخْص ما قيلَ لَه وتَعافى. قالَ الشَّيْخ كَمال لَمّا رأيْت العَصا فَكَرْت في نَفْسي وقُلْتُ في نَفْسي يا لَيْتها تُعْطيني العَصا وأنا مَعي ستمائة دولار بِجَيْبي وهذا كُل ما بَقِيَ مَعي أعْطيها إيَّاهُم رُبَّما تُعْطيني العَصا، فَنَظَرَت لَهُ وقالَت لَهُ "لَو أعْطَيْتَني مال الدُّنْيا لا أعْطيكَ هَذِهِ العَصا"، هَوَ ما قالَ لَها شَيْء مِمّا فَكَرَ فِيه أو قالَهُ في نَفْسِهِ لَكِن كُشِفَ لَها.
    ثَمَّ قاَلَ لَهُ ذاكَ الشَّخْص نذَهَب لِزِيارَة إبْنَة الشَّيْخ المُكاشَفي واسْمُها عائِشَة وهِيَ كانَت لا تَزال على قَيْد الحَياة، لكَن هِيَ مَعْروف عَنْها أنّها لا تَسْتَقْبِل أحَداً، فَقالَ الشَيْخ كَمال نَذْهَب ونُجَرِّب ونَتَوكَّل على الله، قال فَذَهَبْنا فَلَمّا وَصَلْنا طَرَقْنا الباب فسألَت مِن فقالَ لَها فُلان فَفَتَحَت الباب وقالَت "أهْلاً وسَهْلاً تَفَضَّلوا" فَقالَ لَها كَيْفَ اسْتَقْبَلْتنا وهُوَ مَسْرور، فقالَت لَهُ اليَوم رأيْتُ شَّيْخنا المُكاشَفي في المَنام وقالَ لي يأتيكِ رَجُلٌ مِن أشْراف بَيْروت ورَجُل مِنَ الحَبَشَة مِن عِنْد وَلَدي عَبْدِ الله، نَفْس الكَلام الذي قالَتَهُ فَضايْلو وكُلٌّ مِنْهُم يَسْكُن في مَنْطِقَة مُخْتَلِفَة. وهذا حَصَل لَهُما إكْراماً للشَّيْخ الذي أرْسَلَهُ الشَّيْخ عَبْدُ الله رَحَمَهُ الله.
    كَما أنَّ الشَّيْخ كَمال حَصَلَ مَعَهُ شْيء غَريب حَدَّثَني بِهِ، ذَهَبَ إلى بَيْت الشَّيْخ المُكاشَفي ووصَفَهُ فَهُوَ عِبارَة عَن غُرْفَة صَغيرَة وغَرفَة ثانِيَة أيْضاً صَغيرَة وباحَة فيها شَجَرَة، وقيلَ لَهُ أنَّ هَذِهِ الشَّجَرَة كانَت الطَّيور تَأتي تَغُطُّ عَلَيْها وتُكَلِّمُ الشَّيْخ، قالَ الشَّيْخ عَبْدُ الله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اللهُ تَعالى أعْطى الشَّيْخ المُكاشَفي مَنْطِقَ الطَّيْر وَمْنطِقَ الوُحوش كَانَ يُكَلِّمَ الطَّيْر وتُكَلِّمُهُ الوُحوش والسِّباع. كَما يوجَد في البَيْت حُفْرَة حَفَرَها الشَّيْخ المُكاشَفي بِيَدِه اسْمُها الحَفير لَها سِرّ.
    كما أنَّهُ ذَهَبَ لِزِيارَة القَبْر هُوَ والشَّيْخ جَميل حَليم، وقَبْرُهُ شَيْء مُتَواضِع الأرض عَلَيْها بَلاط ويوجَد بُقْعَة مِن تُراب عَلى طَرَف القَبْر، فَوَقفَا على التُّراب عِنْدَ القَبْر وبَيْنَما هُم يَقْرءانِ ويَدْعوان فإذا بِهِم يَجِدونَ أنَّ القَبْرَ أصْبَحَ بِمُسْتَوي نَظَرِهِما، فَظَنَّنا أنَّنا نَتَوهُم أو أنَّنا نَزَلنا إلى حُفْرَة ولَسْنا نَقِف على التُّراب، فنَظَرا لِبَعْض وقال أترى ما يَحْدُث، لَكِن نَظَروا حَوْلَهُم وتَيَقَّنا مِن ما يَحْدُث، وبَعْدَ أنِ إنْطلَقا عادَ كَل شَيْء كما كان.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الخليفه الشيخ الفاتح

اوراد واذكار الطريقه القادريه المكاشفيه

للشيخ المكاشفي كرامات ومكرمات يضيق بها كل مكان